كتب- إبراهيم عوف
افُتتح المؤتمر العلمي الثالث لكلية اللغة والإعلام بفرع القرية الذكية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، بحضور نخبة من الشخصيات البارزة من مصر والوطن العربي. تميز المؤتمر هذا العام بتركيزه على “الإعلام الجديد وتمكين الشباب والمواطنة الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي”.
شهدت الجلسة الافتتاحية حضور الأستاذ الدكتور عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة الأسبق وأستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، الذي قدم رؤية فكرية مرموقة حول دعم الشباب في مجال المواطنة الرقمية وربطها بتاريخ الإنسان العربي. كما حضر الأستاذ الدكتور ياسر الصباطي، نائب رئيس الأكاديمية للتعليم وشؤون الطلاب، نيابة عن رئيس الأكاديمية الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار فرج.
أطلقت الكلية مبادرة “شهر الاتصال الرقمي” التي تتزامن مع احتفالات جمهورية مصر العربية بذكرى أكتوبر المجيدة. تضمنت المبادرة عقد ورش تحضيرية تفاعلية، ومعسكر رقمي، ومسابقات رقمية للشباب تربط بين الإعلام والذكاء الاصطناعي.
ومن جانبه، أكد الأستاذ الدكتور ياسر السنباطي، نائب رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري لشؤون التعليم والطلاب، على الدور الحيوي الذي تلعبه الأكاديمية في دعم الشباب وتمكينهم في عصر الذكاء الاصطناعي.
أشاد الدكتور السنباطي بالجهود الكبيرة التي تبذلها الأكاديمية، بقيادة الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار، في تطوير التعليم والبحث العلمي، مشيرًا إلى أن الأكاديمية هي أول جامعة في مصر والوطن العربي تمتلك كلية للذكاء الاصطناعي. وأكد على أهمية تمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية السريعة.
كما أثنى الدكتور السنباطي على الدكتورة حنان يوسف، عميدة كلية اللغة والإعلام، لدورها البارز في تنظيم المؤتمر وإطلاق مبادرة “شهر الاتصال الرقمي”، التي تهدف إلى تعزيز المواطنة الرقمية وتمكين الشباب من خلال ورش عمل تفاعلية ومعسكرات رقمية ومسابقات تربط بين الإعلام والذكاء الاصطناعي.
وأشار الدكتور السنباطي إلى أن الإعلام الجديد لم يعد يقتصر على الوسائل التقليدية مثل الصحف والتلفزيون، بل أصبح يشمل وسائل الإعلام الرقمية والسوشيال ميديا، التي تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الرأي العام وتوجيهه. وأكد على ضرورة تطوير سياسات واضحة للتعامل مع التحديات الأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، مثل قضايا الخصوصية والتحيز في الخوارزميات.
في ختام كلمته، دعا الدكتور السنباطي المؤسسات الإعلامية والتعليمية في العالم العربي إلى التعاون ووضع رؤية جادة وقابلة للتنفيذ لتأهيل الأجيال القادمة لمواجهة تحديات المستقبل، مؤكدًا أن تمكين الشباب هو السبيل لتحقيق التقدم والازدهار في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
ومن جانبة أعرب السفير خطابي عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث البارز، الذي يناقش موضوع الإعلام الجديد وتمكين الشباب. وذكر أن أكثر من 5 مليار شخص يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، مما يشير إلى أهمية تعزيز الثقافة الرقمية لدى الشباب العربي، الذين يمثلون الشريحة الأكثر تفاعلاً مع التحولات التكنولوجية.
وأكد خطابي على ضرورة تأهيل الشباب للتعامل مع هذه التحولات من خلال التربية الإعلامية، التي تساعدهم على مواجهة التحديات مثل حماية البيانات الشخصية ومكافحة الأخبار الزائفة. كما دعا إلى الإسراع في التحول الرقمي وتوفير بيئة داعمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، كجزء من استراتيجيات تنمية الكفاءات الشبابية.
وفي ختام كلمته، أبدى تقديره للجهود التي تبذلها الأكاديمية في دعم الابتكار والنهوض بجودة البحث العلمي، مشيراً إلى أهمية تعزيز المواطنة الرقمية الفعالة التي تتفاعل مع المجتمع وسوق العمل.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة حنان يوسف على أهمية تمكين الشباب في عصر الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز دور الشباب في الإعلام الرقمي والمواطنة الرقمية. وأشارت إلى أن الأكاديمية البحرية هي أول جامعة في مصر والوطن العربي تمتلك كلية للذكاء الاصطناعي، مما يعكس التزامها بتطوير التعليم والبحث العلمي في هذا المجال.
أبرزت الدكتورة حنان يوسف في كلمتها أهمية ق ششيدور الذكاء الاصطناعي في تحسين الكتابة والتحليل بدلاً من مجرد البحث عن البيانات. وأشارت إلى أن وكالة الأسوشيتدبرس تستخدم نظامًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لكتابة التقارير الاقتصادية عن النتائج المالية للشركات، حيث يقوم النظام بتحليل البيانات المالية وإصدار تقارير دقيقة في غضون ثوانٍ.
كما تناولت تخصيص المحتوى كأحد أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، حيث تستخدم المنصات الإعلامية مثل نتفليكس ويوتيوب الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستخدمين وتقديم محتوى يتناسب مع اهتماماتهم، مما يعزز تجربة المستخدم.
*التحديات الأخلاقية*
ناقشت الدكتورة حنان يوسف التحديات الأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، مثل قضايا الخصوصية، والتحيز في الخوارزميات، وتأثير الأخبار الزائفة. وأكدت على أهمية تطوير المؤسسات الإعلامية لسياسات واضحة للتعامل مع هذه التحديات.
تضمن المؤتمر العديد من الفعاليات والأنشطة التفاعلية، بما في ذلك ورش عمل ومحاضرات قدمها خبراء في مجالات الإعلام والذكاء الاصطناعي. كما تم تنظيم جلسات نقاشية حول دور التكنولوجيا الحديثة في صياغة مستقبل الإعلام العربي والدولي.
شارك في المؤتمر أكثر من 100 باحث من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك مصر، العراق، لبنان، فلسطين، الأردن، الجزائر، ليبيا، السعودية، بالإضافة إلى مشاركات من الفلبين، الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، ماليزيا، سنغافورة، وكندا.